الخميس، 9 يناير 2014

الهدية . .



كانت مدللة العائلة: خالتي كريمة .
لون بشرتها مثل الشوكولاته. لكنها كانت جميلة أكثرَ من أيّ امرأةٍ أخري. كانت فتاتي الجميلة. كنتُ أتسللُ عندما كنا نزورهم إلي غرفتها أشاهدها وهي تبدلُ ملابسها، كنتُ أسترقُ النظرَ إلي رجلها ورقبتها، وعند النوم أظلُّ سهراناً لأراقبَ ملامحها.
 لا أعرفُ ما الذي كان يجذبني إلي قدمها بالتحديد؟ ربما كانَ الخطَّ الفاصل بينَ باطن القدمِ وظاهرها، هناكَ يجتمعُ لونان، اللونُ الأسمر لظاهر القدم والأسمر الذي يشوبه بياض عجيب في باطن القدم، وبينَ هذا وذاك الفاصل العجيب كنتُ أتوه، لربما كانَ ينقصني هذا الفاصل في حياتي بشكلٍ عام[1].
هوجاءُ كالاسكندرية، كنتُ أنتظرُ من صيفٍ لصيف، حتي يأتي ميعاد"المصيف"كانت أمي تأخذنا من بيتنا في القاهرة إلي عائلتها في الاسكندرية، كنتُ أحبّ البحر لكنني كنتُ أحبُّ كريمة أكثر. مجرد مشاهدتها وهي تمشي في شوارع "سيدي جابر" بين فتيان الحيّ ولا يجرء أحدٌ أن يحادثها، كان يمثلُ لي متعةً خلابة[2].
كنتُ أري نفسي أقوي منهم جميعاً، لقد كنتُ أظفرُ من كريمة بالكثير، واللا محكيّ.
مرةً مثلاً أخبرتها أنني أحبُّ شكلَّ نهديها، تظاهرت بالذعر، لكنها ضربتني علي كتفي وهي تضحك ـ في خفة ـ وقالت" تعالي ويايا، أنا هوريك". دخلتُ غرفتها مساءاً والجميعُ يتسامرونَ بينهم كاسات الشاي التي صَنَعَتهَا(في بيتها لم يكن أحدٌ من الضيوف ليشرب الشاي من غير يدها، لا أعرفُ لماذا؟ ربما لأنّ الشاي كان يكتسبُ مذاقاً أحلي عندما تقدمهُ هِيّ)، لم يكن ليشكَ أحد، أهٍ لو كنتُ كبيراً قليلاً. أخذتني خالتي  وأرتني أجملَ مشهدٍ رأيته في حياتي[3]،  لقد أعطتني فرصة النظر إلي نهدينِ مكتملين عدة لحظاتْ. شهقتُ لحظةً ثمّ ارتميتُ علي صدرها، في هذا الحدّ الفاصل بينَ عالمين(كما هو الحال في الحد الفاصل بينَ باطن قدمها وظاهرها)، ضَحِكَتْ كثيراً من ارتمائي علي صدرها، ابتسمتْ واحتضنتني، غمرتني بحنانها، ضحكت وهي تقبلُ رأسي. بعد هذا بلحظات قالت لي"يا خالد، اوعي تزعل بنت ف حياتك أبداً" نظرتُ إليها ببلاهه وقلت"ومين قاللك إني هعرف بنات غيرك أصلاً". ضحكت ولكن دعني أقول أنَّ هذا الحضن لم أحصل عليه من أحدٍ غيرها حتي سارَّه[4].

كانت أختها الأصغر تغارُ منها أيما غيرة، لكنها وبمرورِ الوقت، استسلمت للواقع، لربما كانت أجمل من كريمة وأصغر منها أيضاً، لكنَّ روح كريمة تطغي، حينَ تحلّ في مكانٍ لا يكونُ غيرها، وهكذا ظلت نائلة تتحاشي وجودها بجانب كريمة، وإن وُجدت في نفس المكان ابتعدت عن المشهد وتركت كريمة تسيطر علي الجميع بروحها.

لا أعرف ما الذي حدثَ بالتحديد، مرت سنتان لم أذهب للاسكندرية فيهما لظروفنا المادية المتعسرة، جاءت الأخبار من الاسكندرية بتغير حالة كريمة، كنتُ أسمعُ نشيجَ أمي حين تهاتفها خالتي نائلة وتحكي لها[5].
ما الذي حدث لا أعرف، كنتُ صغيراً علي إدراك ما يحدث[6]. في ليلةٍ من الليالي القارسة ـ أيضاً ـ قامت أمي علي صوتِ الهاتف، شهقت أمي وقامت تبكي، قام أبي واستيقظتُ قلقاً، كنتُ أعرفُ في قرارةِ نفسي أن شيئاً ما حدث، شئٌ غير طيب بالمره،قلبي أخبرني بذلك.
في الصباح ارتدت امي ملابسها وأبي، اقترضت من جارتنا مالاً كثيراً، فهمتُ أنها ستري كريمة، بكيتُ كثيراً:
ـ أريدُ أن أراها.
هزّ أبي رأسه في ألمٍ لم أشاهدهُ فيهِ من قبل[7]. لم تتحدثْ أمي، فقط سمعتها تتمتم:
ـ وأنا كمان، كان نفسي أشوفها.

استطعتُ ـ باعتباري أصغر إخوتي ـ أن أذهب معهم، الاسكندرية، في الشتاء القارس، كانت أمِّي ونحنُ في القطار ساهمةً طوال الوقت إلي السماء، أبي كان يحاوطها بكتفه، كانت تبكي بصمت، عيناها لم تتوقفا عن البكاء. أبي أيضاً بكي، ظلّ متحملاً لفترة كبيرة، حتي وصلنا مشارف الحيّ، كانت عيناي معلقتان بوجه أمي الأسمر[8]،فجأةً رأيتُ أبي ـ لأول مرة ـ يبكي، في صمتٍ أيضاً، ما إن وصلنا البيت، ورأينا الناسَ يتحلقون حول باب البيت وعلي السلم وفي الشارع، حتي أجهش أبي بالبكاء[9].

لم أفهم، ولم أبكِ أيضاً، كانَ هناكَ شئٌ ما بقلبي يخبرني ألا أبكي، لأني لستُ مثلهم. أنا حبيبها، نعم أنا حبيب كريمة، كانت قد أخبرتني مراراً أنها ستنتظرني لتتزوجني[10].
بعدَ يومين، كانت جنازتها.
الجنازة كانت كبيرة جداً، كانت لحظات مبكية لم أشهد مثلها، حتي جنازة أمي لم تكن مثل جنازتها[11]. الرجالُ والنساء والفتيات والصبيان، الجميع كان يبكي. أحد الشباب كانَ ينتحبُ بشدة في الجنازة، حين ظهرتُ أمامهُ، انحني وقبلني، وعندَ الدفنْ جلس علي الأرض واحتضنني حضناً قوياً وطويلاً.
لم تغبْ كريمة عنيْ يوماً، وحينَ كبرتُ قليلاً صرتُ أسافرُ الاسكندرية وحدي، أزورها،وكانت تزورني باستمرار[12]. كنتُ قد بلغت الرابعة عشر عندما كنتُ أزورُ قبرها، كنتُ أجلس في الاسكندرية أسبوعاً أو أكثر أقضي أغلب أيامي هناك عند قبرها[13]، وكان يأتي علي الليل أحياناً وأبيت جانبها.
كنتُ أترددُ علي جدتي، عندما كبرتُ أكثر وصرت في العشرين، أخبرني أبي ببعض التفاصيل:

خالتك كريمة، لبسها جنّ يا خالد، كانت جميلة جداً، حتي الجنّ كان عاوز يتجوزها، بس هيّ مرضيتش. جننوها ولاد الكلب.
شكلها بقي يتغير كتير، عنيها بقت حمره، أمها كانت بتخاف منها ولولا انها بتحبها أكتر من نفسها كانت خافت تقرب منها[14]......

لم أخلع الخاتم من يدي أبداً، ولم يشاهدهُ أحدٌ غيري، كان الخاتم الهدية الوحيدة التي قدمتها لي.عندما كبرتُ لم أحبّ امرأةً أخري، كانت تأتيني كريمة عندما أنام، صرتُ معتاداً عليها كثيراً، في فترات كانت تأتيني يومياً[15].
قبل أن أقابل سارة بيومين، جاءتني كريمة في المنام وهي تضحك. كانت سارة ممسكةً في يدها، ركضتُ لأحتضنَ كريمة فاحتضنتني، وقالت: مش هتفضل كده.ولم أفهم. تسامرنا قليلاً ونصحتني نصائح خاصة بالعمل، وهي تمشي، كانت سارة قد اختفن قالتلي كريمة وهي تمشي: خد بالك منها.
بعدها بيومين قابلتُ سارة وأنا أزورُ جدتي في سيدي جابر. تزوجنا. وكانت كريمة تأتيني كثيراً، ليلة زواجي، جاءتني وظلت تضحك وهي تقول: كبرت يا خالد. مش قلتلك إني مستنياك.
أبي ظلّ وفياً لكريمة ولأمي معاً، كان يزورهما كلما استطاع، حتي عندما كبر ووَهِن كان يزورُ كريمة في الاسكندرية، كنتُ أصحبهُ أحياناً،وكنتُ أتسائلُ دوماً : لماذا لا تأتيهِ كما تأتيني؟!
مرة من مرات زياراته لكريمة، أخبرني أبي بالنهاية، كريمة حبيبتك رمت نفسها من فوق السطح، ظلت تمشي لفترة كبيرة علي السطح والناس مشدوهه في الشارع، كانت تري الشارع قريباً إليها، لم تكن تشعر بالمسافة بينها وبين الشارع[16].
الآن أنا سعيد، كريمة تسكنني. سارَّة تعيشُ معي الآن، كريمة لم تنقطع عن زيارتي أبداً. والدي توفي في إحدي زياراته للاسكندرية، نائلة لم تتزوج رغم جمالها، وعندما أزورهم في الاسكندرية كانت تحتضنني بشدة وهي تقول: إنت اللي بقيلي من ذكري الغالية.





9/1/2013
02:19ص
















[1] عندما كبرتُ وأحببتُ القراءة، فهمتُ أنَّ للخيال أهمية ليست لغيرة. لربما كان باطن قدم خالتي يشبهُ الخيال،فقد كان أجملَ من ظاهر قدمها.
[2] كانت كريمة فريدة من نوعها، لطالما حقدت عليها فتياتُ الحيّ، السمراواتُ منهنَّ والبيضاواتْ، كانت تجتذبُ الفتيان رغم أنها ليست الأجمل، حاولتُ أن أحلل هذا عندما كبرتُ وغابت عن عيناي"وإن لم تغب عن مخيلتي"،لربما كانَ افتتانُ الشبابِ بها لسببين:

أ‌.         هذا البهاء الذي ينسابُ كالشلال وهي تمشي فتهتزُّ كرتان ليستا كبيرتانِ علي صدرها ببطءٍ ومهارة.
ب‌.     ربما لأنها كانت غامضةً وفريدة، عندما كبرتُ فهمتُ أكثر، كانت تعجبني المرأة الغامضة أكثر، كنتُ أجدُ متعةً أكبر في اكتشافها، ومحاولتي أن تقع في غرامي(لو أنني كنتُ شخصاً ذكورياً لقلتُ أنَّ وقوع أنثي فريدة وغامضة في غرامك يعدُّ انتصاراً أكثر تاريخية وأهميةً من انتصارات نابليون،ولكن الحقيقة أنني أحترم المرأة الغامضة أكثر، ولطالما خذلني حدسي مع الكثير منهن، كان مما يهونُ عليّ خساراتي المتتالية أنني فزتُ بكريمة في صغري، تلكَ التي لم يفز بها أحدٌ في كبره).
[3] سأقول لك أنني مارست الجنس مع الكثيراتْ، لكنّ واحدةً منهنّ لم تعطني من الجمال مقدار ما أعطتني خالتي كريمة.
[4] بطريقةٍ ما صرتُ حبيساً لهذا الحضن. سألخصُ لكَ نظريتي:
تستطيعُ المرأة ما لا يستطيعه الرجل، تستطيع المرأة بحضن أن تجعلكَ رجلاً، كما تستطيعُ بحضنٍ أيضاً أن تنسيكَ كل شئ.
هذا بالضبط ما فعلتهُ معي خالتي كريمة، أنستني كلّ شئ، ظلت بصمتُهَا تؤلمني، كنتُ أفكرُ وأنا صغير لو أنني كنتُ كبيراً لتزوجتها، ومرة قلتُ لها: لو كنت كبير شوية، كنت هتجوزك. فضحكت واحتضنتني، قالت: هستناكْ. ويبدو أنها انتظرتْ حتي أخذها الله، ولم أستطع أن أكبر بشكلٍ أسرع لأنقذها من الموت.
[5] كانت هذه الأيام أيامَ شتاءٍ قارس، كنتُ أنظرُ لأمي وهي تكلمُ خالتي، كنتُ أري في وجهها كلاماً كثيراً، أو بالأحري وجعاً كثيراً، لكنها كانت كتومة بخلاف خالتي كريمة. وكنتُ مساءاً أسمعُ نشيجَ أمي، وهي تحكي لأبي: محدش عارف إيه اللي حاصل، بقي كريمة، اللي ملت الدنيا بضحكتها يحصل فيها كده؟ جرا ايه في العالم. وكانت كلما حكت لأبي أرتَعِدْ، أنا في قرارة نفسي كنتُ أشعرُ بحدوثِ شئٍ ما، شئ ليس جيداً بالمره، وكلما سمعتُ أمي تبكي كلما انكمشتُ في سريري وبكيت، مرةً كلمتُ الله وأنا أبكي، لا أذكر بالتحديد ماذا قلتُ له، ولكنني أذكر هذا الجملة: يارب أنا بَ أحبها، يا ريت تخلِّي بالك منها.
[6] عندما كبرت لم أنسها، أو أنسَ ما حدث، ظللتُ أنقبُ عما حدثَ لها حتي أخبرتني جدتي...وأبي.
[7] كان رجال العائلة جميعاً يحبونَ كريمة، يوقرونها، ولم تكن أياً من نسائهنّ يغرن منها، كانت حبيبة الجميع بحقّ.
[8] كانت أمي أجمل نساء العائلة بعد كريمة ـ رحمها الله ـ ،في الحقيقة لم تكن كريمة أجمل من امي كثيراً، ما كان يميزها عن أمي أنها كانت أكثر جرأة وفرادةً وغموضاً. لو امتلكت أمي مقومات كريمة، لما استطاعَ أن يتزوجها ابي.
[9] لأكونَ أكثرَ دقة، كانَ أبي يحبّ كريمة أكثر من أيّ رجلٍ آخر في العائلة، أمي كانت تعلمُ ذلك، لكنها كانت تعلمُ أيضاً أنهُ يحبها هي كزوجة، وكانت تعلم أن كريمة "زاهدة" بشكلٍ ما في الرجال، وكانت تعلمُ أنها تحبُّ كريمة أكثر من أي إنسان في هذه الدنيا، ربما كانت تحبها أكثر مني أيضاً. سأكونُ أكثر صراحة وأقول أن حب كريمة  لي وصداقتها، ربما كان بسبب حبها لأمي.
[10] آخر مرة اخبرتني فيها كريمة أنها ستنتظرني كانت في السابعة والعشرين منذُ سنتين تقريباً، وكنتُ في السادسة.
[11] ماتت أمي في صمتٍ عجيب، بعد أن عادتْ من الجنازة بأيام. لم تكن تأكل إلا القليل، في الليلْ، سمعتُ أبي يبكي،وكنتُ أعرفُ أن شيئاً ما سيئاً سيحدثْ،قلبي أخبرني بذلك أيضاً، في الصباح كانت جنازة أمي.
[12] بعد أن دفنت، وعدتُ للقاهرة، كانت تزورني باستمرار، في اليوم الذي ماتت فيه أمي، جاءتني وأنا نائم،كانت في بيتٍ لا أعرفه، دخلت عليها أمي، واحتضنتها بقوة، كنتُ أشاهدهما من بعيد، أحاول أن أحتضن كريمة ولم أستطع أن أصل إليها. بعدها بساعتين تقريباً سمعتُ بكاء أبي.
[13] في ليلةٍ من الليالي، وأنا نائمٌ عند قبرها، جاءتني في المنام، ضاحكةً وشعرها مسترسل، احتضنتني كما احتضنتني من قبل حين أخبرتها أنني أحب نهديها، وأجلستني علي حجرها، كنتُ فرحاً ولكنني بكيت. مسحت بكفيها الحانيتين دموعي وقالت لي: يا خالد، مش أنا حبيبتك؟،فأجبت: أيوة إنتِ حبيبتي. طيب واللي بيحب حد محتاج يجيله؟ مش لازم تيجي تزورني هنا، وبعدين أنا كمان بزورك. ثم ابتسمت وأعطتني خاتماً فضياً. وذهبتْ. من حينها لم أزرها إلا عندما كبر أبي وكنت أساعده في سفره، لكنها كانت تزورني باستمرار.
[14] بقية القصة رأيتها في منامي/مخيلتي،وكنتُ أقوم مفزوعاً كل مرة. كريمة، صارت مجنونة، نعم مجنونة، كنتُ أشاهدها في غرفتها التي طالما استرقتُ النظر إليها، وكان شعرهاً مهووشاً وعينيها حمراوتان جداً وتصرخ: محدش يملكني. أنا صاحبة نفسي، يا ولاد الكلاب،يا شراميط. وكانت أحياناً تحاولُ أن ترمي نفسها من البلكونة. أمها في النهاية قيدتها في سريرها بحبال كثيرة. كانت تطعمها وتسقيها بيدها، صارت كريمة"مدهوله"في حالها. أختها التي كانت تغار منها حزنت كثيراً وكانت تبكي.
[15] مرة، صادقتً فتاةً بلا حب، علي السرير، لم أعجبها، في الليل جاءتني كريمة كما لم أرها من قبل: عارية تماماً، احتضنتني وقالت: مش مشكلة،سيبك منها. ثم احتضنتني بكاملها. عندما استيقظتُ كنتُ أشعرُ بجسدها ملاصقاً جسدي، أشعرُ بأناملها، لم تكن جنابة كانت جماعاً كاملاً. وعندما قمتُ لأستحمّ كانت تستحمُّ معي.
[16] أنا لم أفاجأ كثيراً بهذه النهاية. يستطيعُ الجميع أن يقول أنها كانت مجنونة، أنا لا أصدقهم،كريمة أجمل مخلوقة،وأكثر الناس حباً. إذا صدَّقتُ أن الجنّ كان يريد الزواج منها، فهي كانت ترفض. لم تكن مجنونة وإنما كانت ترفض وفقط. لهذا كانت تشتم وتصوِّت كثيراً. هي كانت تعلم بالمسافة بينها وبين الشارع، وهي اختارت أن تموت وألا يمسها أحدهم. كانت كريمة عصيَّة علي كل الرجال، لسببٍ وحيد: أنه لم يستطع أحدٌ أن يغصبها علي شئ. ولم يحظ أحدٌ باعجابها. كريمة كانت تعطي بحبّ لا مثيل له. لهذا لم يستطع أحدٌ أن يغصبها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق