الخميس، 8 مارس 2012

تعليقٌ علي ما يسمي باليوم العالمي للمرأه..




برأيي المتواضع,مشكلات المرأه في مصر وفي البلاد العربيه"المنفتح منها كتُونس,والمتخلف كبلاد الخليج وال مابين بين كمصر وغيرها"...لا تحلُّ بيومٍ عالمي ولا حتي يومٍ عربيٍ للمرأه.إنما عمليات نقاشيه معمقه وتغييرات إجتماعية معمقة جداً,مع تيارات شديدة التطرف واللزوجه وأخري شديدة التطرف الإنحلالي.
المرأة قدمت الكثير واختُلِسَ منها الكثير,واختلسَتِ الكثيرْ.من مظاهر انوثتها قبل أي شئْ.وما المظاهر المقززة التي نراها كل لحظه إلا انعكساساً لحالنا القميئه..
انظر لحالة المرأة الخانعة التي تررد أن النساء"ناقصاتُ عقلٍ ودينْ"وهي مقتنعه كمال الاقتناع,ورأيي أن تلك المرأه هي المرأه ناقصة العقلِ والدينْ .
أنظر أيضاً للمرأه التي تتجشأُ بقوةٍ وجسارةٍ في وجهِ الرجالْ.
رأيتُ مرةً إمرأةً تسبُّ زوجها بما لذ وطاب من الشتائم والسباب المروعه,أمام ابنتها الصغيره بل امام الناس جميعاً."في موقف عبدالمنعم رياض".ورأيتُ مرةً فتاةً خفتُ منها,وقد تشوهت يداها بالموسي وتشرب السجائر وتأخذُالإتاواتَ من البائعين بأحد الأسواق الشعبيه.ورأيتُ امرأةً تبيعُ المخدراتَ بمكانٍ معروفْ,ويأتيها الزبائنُ من كلِّ منطقه"وقد توفت رحمها الله".
ورأيتُ من تبيعُ جسدها"ليس بالمعني الزائد للكلمه"لصديقٍ أو رفيقٍ لم تقابلهُ سوي مره تقريباً"!.
ليسَ هذا رأياً مجافياً للشعورِ أو مزايداً علي المرأة,فقد رأيتُ ايضاً الفتاة التي أغاثتني بالماء يوم موقعة الجملْ,ورأيتُ زوجات صابرات محتسبات يصبرنَ علي الجوعِ والضنكْ.ورأيتُ ورايتُ الكثير.
تبقي نقطة صغيره جداً,أن حال الرجل عندنا ليس أسوءُ حالاً من المرأه.



الاثنين، 27 فبراير 2012

الأناسُ الطيبونْ...


 ما دفعني لكتابة هذه التدوينه المتعبة الدافئة,ما غمرني ويغمرني من عطاءٍ ومنحٍ,من عطايا الوهابِ ومنحِهِ . .
لطالما كان هناكَ من ييسرهم اللهُ لي ,لمنحي من حبهم وعطايا قلوبهم..وأذكر حين كنتُ طفلاً صغيراً,وكنتُ أتسلقُ باب البيت الذي نسكنه,أن "شبك" جلبابي في أحد أعمدة الحديد التي تزين البيت,حينها وقعتُ علي الأرضِ وجلبابي ما زالَ في قطعة الحديد الصغيرة.
برز شابانِ و أوقفاني علي قدمي واطمأنا أني بخير.
قفز عدد من تلكَ الحكاياتِ الصغيرة التي حدثت لعمري الصغير .
أتذكرُ حين كادت أن تصدمني سيارة,ولكن ستر الله و أسدل علي من أنوارِ حُجَبِهِ وأسراره.ويسر لي في تلكَ اللحظةِ الهاربةِ رجلاً"لم يكن علي وفاقٍ مع أبي كثيراً"فأخذني وهدأني وأوصلني حتي باب الحضانة"التي لم أكن أحبها"واشتري لي بسكويتاً..
في حياتي الكثير ممن أعطوني وغمروني بحنانهم,رغم وجود الكثيرين ممن أغرقوني بحقدهم وشرورهم.
أذكر حين كنت صغيراً أن سألتُ "لماذا خلق الله الشر والأشرار؟!"وقفز سؤالٌ آخر,حين كبرتُ"ألا يعلمُ هؤلاءِ الأشرارِ أنهم خبيثون,وأن الناس تكرههم؟!".
كنت وأنا صغير,مؤمناً إيماناً تقليدياً لا يسأل,وكانت الإجابة معلبةً كوجبةِ كنتاكي!.
حين كبرتُ,لم أجد جواباً علي أسئلتي,وما زالت تلحُ علي,وتجتاحني في فترات تأملي الكثيرة و العصيبة.
قفزت فكرةٌ أخري,عن أولئك الناسُ الطيبون الذين ملئوا حياتي,بمقدار"أو أكثر أو أقلقليلاً"ما أغرقني فيهِ الأشرار.
عندما خلق الله الشر,خلق لهُ وموازياً له,الخير,كما خلق الجنة والنار.لكلٍ منهما.
بالنسبةِ لي,ليس قوامُ الحكمِ علي الناسِ بعباداتهم,التي تظهر,وإنما بمقدارِ ما أعطوا ومنحوا.
كان عمي أحمد "رحمه الله وأدخله فسيح جناته"أحب أهل الأرضِ إلي,كنتُ أحبهُ أكثر من أبي ذاته.
كان لا يفوتُ عيداً ولا مناسبةً إلا وصنعَ لي بذلتي بيده..مذ كنتُ في حدود السابعة,إلي أن توفاهُ الله.
كان عمي معطاءً ببذخٍ وربما فيما يري الرائي باستهتار.باختصار كان يعطي عطاء من لا يخشي الفقر,ومن هنا أعطاهُ الله من وسعٍ كثير.
إلا أن عمي ,رحمه الله,لم يكن يصلي,إلا في أواخر حياته,والله أعلم هل كان يصلي باستمرار أم متقطعاً.
المهم أنه أعطي,واذكرُ أنني منذ مات أظلمت في وجهي الكثير من الطرقاتِ في حياتي.
أحياناً حين اقعُ بمشكلةٍ عويصة,لا أحبُ أن اعرضها علي أحد"سوي حبيبتي"إذ أنها الوحيدة التي تفهمني,إلا أنني أحياناً أقول"لو أن عمي كان موجوداً في حياتي إلي تلك اللحظة,لحلت كثيرٌ من مشكلاتي".
أقول رحمه الله,وازعم أنه سيكون بإذن الله بالجنة,رغم قلةِ عبادته.ولكن ألا يعتبرُ منحِهِ وعطائهِ عباده.....؟!.
كان هناك الكثيرون في حياتي,هناك صديقي مصطفي,وأذكر من مراته الكثيرة التي غمرني,يوم ألأحد30/1/2011.بعد أن كتب الله لنا عمراً بعد موتٍ محقق,كنت أنتظر أخي ليعطيني نقوداً,ولم أكن أملك سوي جنيهٍ علي ما أذكر,ولما كنت لا أعود للبيت وهو يعود,حين ذكرتُ له ذلك,أخرجَ كل ما بجيبه وقال خذ قدر ما تشاء,خذهم واترك لي ثمن المواصلات.وكنتُ قد ضللتُ عن لقاءِ أخي.
وحين أخذتُ ورقةً مد يدهُ بأخرى وقال خذ.
هناك أختي الكبرى,التي تزوجت منذ أيامْ,أعطتني كما لم يعطِ أحدْ.وحين تزوجت ,كان مقدارُ سعادتي كمقدار حزني علي فراقها.
هناكَ حسام وأحمد ويسري ومؤمن,رغم اختلافنا كثيراً,من التفكير ومناهجه,حتي الأمور الدينيةِ و السياسية,إلا أن قدر منحهم لي لا يعوض ولا يقاسْ.
هناك أيضاً ذلك الرفيق الصوفي"ولن أذكر اسمهُ لأنه لا يحب"0
هناك الكثيرون وعلي رأي الرفيق الرائع دخاخني "لا أريد أن أكون غنيًا، أريد فقط النقود لتقديم الهدايا"وكان هذا ديدنهُ دوماً.
هذا الفتي أعطاني الكثير,مما لا يعلم هو أنه أعطاني.ودوماً أصفه بذلك البيت:
تراهُ إذا ما جئتهُ متهللاً *** كأنكَ تعطيهِ الذي أنتَ سائِلُهْ.
هذا الفتي مذهلٌ فيما قدمهُ لي.
وكي لا أطيل , القائمةُ طويلةٌ و كثيره ,كما أن قائمةَ الأشرارِ أيضاً طويلة و عريقة .
ظهر في حياتي الكثير,هناك من اختفوا لكن آثارهم ما زالت بين جوانح قلبي,ألمسها حينَ أحتاجها.
دوماً ما أحبُّ أن أتذكر الخير لمن فعل,وأظن أن هذا هو الصحيح,ألا تذكر الشر أو المجانبِ للصواب,أن تذكر الخير,وحين كتبتُ وصيتي يومَ11فيراير/2011وكنت قد شعرتُ بقربِ المنالِ ,واقتِرَابِ الزوالِ,وكشفِ المحجوبِ وتجلي الأنوار,واخضرارِ الزهارِ وذبولها,كتبتُ قائلاً"...لكن أتمني أن تذكروني جميعكم بالخير ـ كل من أعرفهم ـ أذكروني دائماً بالخير,لا تذكروا مساوئي,واذكروا حسناتي القليلة".
غمرت حياتي في الآونةِ الأخيرة,مكاشفاتٌ كثيره ,و عطائاتٌ ومنحٌ لا أعلمُ مداها,وأناسُ غيروني كثيراً للأفضل,وأناسٌ ملئوا حياتي بركةً ونوراًً..
أذكرُ من أيام,أني كنتُ مكروباً,هاتفتُ صديقتي ,لا لشئ لم أردِ الحديثَ أو النقاش في أي شئ ,فقط رفعتُ سماعتي وظللتُ صامتً,لا أعلمُ لماذ!!..
أنارَ الكثيرُ شموعَ طريقي,واليومْ,شعرتُ بنعمةِ المنحِ والعطايا ,جاش صدري بالكثيرِ من المشاعرْ.
تمنيتُ أن أملكَ الدنيا ,لا لشئ فقط,لأمنحَ واهبَ وأعطي!".
شكراً لكلِّ من أعطي,وشكراً للعاطي الواهب المانحِ بلا شرطٍ ولا غَرَضْ.
خاتمه:
يَا خَالِقَ القَلبِ المَهِيضِ جَنَاحُهُ           أَكْرِمْ بِهِ وتَوَلَّهُ بِعِنَايَتِكْ
مَا أَجمَلَ أَن تَكُونَ شَمعَةً..أَو بَحْرَاً... أو مَرفَئَاً.

08:20م.
الاثنينْ.
27/2/2012م.
كتبتُ هذه التدوينه دون سماعِ الموسيقي.

الخميس، 23 فبراير 2012

خَوَاطِرُ مَحجُوبْ . .


(1)
أَحياناً يقفُ العَقلُ عن التفكيرْ,وأحياناً يتبلدْ,إنهُ ليس غبيّ وإنما هو قد تعبْ.
أحياناً يشتغلُ تفكيراً ,ويعملُ كخليةٍ في النَّحلْ..
أحياناً كثيره أشعرُ أنني كطائرٍ جريحٍ فقدَ جناحاهُ وجرحَ حتي دَمِيْ .وأحياناً اشعرُ أنني كورقةٍ صغيرةٍ في مهبِّ الريحْ,تسائلتُ لو أن هناك في تلكَ الورقه الهائمه,الطائره,كلمه,ما هي تلكَ الكلمه,هي لن تخرج عن إحدي كلماتٍ ثلاث"عِشقٌ وفكرةٌ ومبدء" . .
من تفكيرٍ عميقٍ وسهرٍ طال لياليَ وايامْ,لن تجد أفضل من تلكَ الثلاث لتعيشَ لهم وتدافعَ عنهم طيلةَ حياتِكْ.
أن تضعَ بقلبكَ ووجدانكَ حبكْ,متلفعاً ببردةِ مبدئكَ,واضعاً فكركَ في سلوككْ.
(2)
لن أسمي كثيراً أو أضعَ ألقاب,أعطيتُ قدرَ ما أستطيع,وكيفما استطعت واقتدرتْ,أنتِ كنتِ مذنبةً يا فتاة,عليكِ أن تعترفي بخطئِكِ وتصالحي نفسكِ,إن كل ما عليكِ فعلهُ ان تصارحي نفسكِ وتصالحيها وتصادقيها.
**هذا الكلام ليس للحبيبه بطبيعة الحال.
(3)
أختي تزوجتْ أمسْ,كنتُ فارِغَ الروحِ محنطَ القلبِ عندما عدتُ للبيتِ ولم أجدها.
أُُخِذْتُ في غمرةِ فرحتي بسعادتها وعدتُ كمن كان يحملُ شيئاً ثقيلاً وزادَ,ولم يخفّ.
كانتْ أمِّي التي لم تلدني,دوماً تدخل علي حين أبكي.أبثها شكوايَ وحزني,افكاري الغريبه,لطالما أعطتني نقوداً كثيره,وأنا صغير.
ليس فقط وأنا صغير بل وأنا كبيرٌ أيضاً.
كنتُ حين اريدُ شيئاً عندما كنتُ صغيراً أَخِفُّ إليها,فتغرقني مما أريدْ.ليس لأنها تملكُ ما أريدُ كاملاً,إنما لأنها تعطيني قدر ما تستطيعْ.
أغضبتها كثيراً وزِدتُ في غضبها,لكن عندما عدتُ كآبِقِ,لم أجد سوي حضنها الحنونْ.
لَيسَ أصعَبَ مِن فِرَاقْ,وإن كان فِرَاقَاً سَعِيداً . .
أختي ..
دوماً سأحلفُ بحنانكِ وتحنانِكِ الصَّافِيينْ.
كوني بخيرٍ لجليْ.
(4)
عدتُ فارغاً,تحادثنا حولَ أمور كثيره,عن اللهِ,وجمالهِ,وطيابته..عن جودهِ وكرمهِ,عن تقديرهِ الخير لنا وإن كنا نظن شراً..
الله طيب وجميل,رحيم,لكنه قهارٌ جبار. عَنِ المسلمينَ وغيرهم,عن الإنسانيه,عن الصلابه والمبدءْ.
تحادثنا عن بوذا وإحتمالية كونهِ رسولاً.
عَنِ المسلمينَ وغيرهم,عن الإنسانيه,عن الصلابه والمبدءْ.
ينعشني حديثي معهما ووقفتي,حتي وإن تحادثا في ما لا يفيد وضاع وقتي.
مجرد كوني معهما يسعدني كثيراً,رغم كبري عنهما.
لطالما أردتُ منحكما ما استطعتُ وما تريدان.وسأقفُ معكَ كما لو كنتُ انا في مثلِ موقفكْ..
وسأمدكَ دوماً يا رفيقي الآخر بكل ما استطعتُ وما أستطيعْ,ربما سنصيرُ عائله أكثر قرباً.
(5)
أشعرُ بأشياء كثيره,عجيبه,وغريبه,قويه وضعيفه....
متناقضه أحياناً تجاهه..
أدرسهُ كظاهره إجتماعيه,ولطالما كنت معجباً به رغم اختلافنا في كل ما طرء ويطرأُ علينا.لكني سأدعمهُ بكل قوتي..
أخي الصغيرْ.
(6)
هناكَ موجٌ دَاِخِليْ متلاطِمٌ,
هُنالِكَ شمعةٌ ذابله ,
وورده . .
وردةٌ يابسةٌ . . كذلكَ المَاضِيْ البعيدْ
حِينَ كنتُ صغيراً ,وأصحو
مُبلِّلاً فِراشِي ,
ربما ,
خوفاً ,
وجلاً ,
وربما لأستدفِئْ .
أبتَسمُ لصورتي الصغيره ,
مبتسماً ,
مرتدياً بذَّتِي ,
مترحماً علي عمِّيَ الكَسِيرُ الذي صنعها بيديهِ الكريمتينْ
 أتطَلَّعُ لذلِكَ اليومْ ,
حينَ قابلتُكِ ساهمةً ,
شارده,
مُتَأَلِّقَةً ,
متلَفِّتَةً ,دوماً .  .
أحِبُّكِ ,
حُبَّ الَّذيْ
يُحِبُّ المَوجَ إذْ يَغشاهْ . .


11:20م.
الخميس.
23/2/2011.
كتبتُ ما كتبتُ,وأنا حَزِينٌ في ظلامٍ دامسٍ,دونَ موسيقي.


السبت، 18 فبراير 2012

"لقيماتٍ يقمنَ صُلبَهْ" . .!! .


(حسبُ ابن آدَمَ لُقيماتٍ يُقِمنَ صُلبَه) ,هذا الحديثُ الشريفُ تربينا عليهِ واعتنقناهُ جميعاً,مذ كنا طلاباً في الإبتدائيةِ المصريةِ العَجفاءْ.
والذين علمونا هذا الحديث لم يعلمونا كيف نستخدمه !! .
باعتباري شخصٌ يحبُ التفكير ويأخذ كل شئٍ في حياتِهِ بشئٍ كثيرٍ من التفكير"وهو ما أوقعني بمشكلاتٍ كثيراتْ" . . كنت قد اتخذتُ مثلَ هذا الحديثِ الشريفِ مَنَارةً وصراطاً.
كنتُ لا آكلُ كثيراً وكنتُ أردِدُ"حسبُ ابن آدم لقيماتٍ يقمنَ صلبه" ,وكنتُ أمكثُ طيلةَ اليومِ خارجَ المنزل دون طعامٍ,سوي مرةٍ واحدةٍ في اليومِ,أو مرتينِ خفيفتينِ,من طعامِ المطاعمْ,ولم أكن أحب أن آكل(الشاورما والبورجر ـ رغم عدم دخولهما في هذا الحديث) .
كان هذا ديدني في هذه الأمور,إلي أن مرضتُ منذُ سنتينِ وعندما ذهبتُ للطبيبِ قال لي أن عندي"فقر دم"ذلك أنني لا أتغذي جيداً,ولا آكلُ ثلاث  وجباتٍ في اليومْ.
 أخذتُ علاجَ الطبيبِ,ناهيكَ عن أني لم أعد للطبيبِ سوي مرةٍ واحده,وأني لم ألتزم بأدويتهِ التي تضجرنيْ.
مر الوقتُ سريعاً,إلي أن وعكتُ وعكةً شابَ لها شعرُ رأسي,وهي الوعكةُ التي أمر بها الآنْ.
في هذه الوعكه ,كان ضِعفُ جسدي بادياً في تعاملهِ مع المرضْ.فبان ضعفه يخفتُ أمام قوةِ المرضِ الذي ينتهبُ الجسدْ.
هنا تذكرتُ الحديثَ الآخر,أو الأثر(إن لبدنكَ عليكَ حقْ).
الشاهدُ:
هذا الحديثُ تشدقنا به كثيراً,لكن فاتنا,أن هناكَ ما هو في الدين مما هو ليس من الثوابتِ ,لا يتعامل معه إلا بوضعهِ في الظروفِ المحيطةِ به,كما أنهُ لا يفهمُ إلا بالحديثِ الآخر(إن لبدنكَ عليكَ حق) .
ينبني علي ذلك الكثيرُ مما يشغلنا به الإسلاميون(القدامي والجدد)من أنه من الإسلامِ ,مالا يستقيمُ حال البلادِ والعبادِ إلا به.
أذكر في المجال الإجتماعي مثالاً أخراً صغيراً,الحديث الذي يقول"بتصرف,لأني لا أستطيع القيام الآنَ للبحثِ في الصحيحين"تكاثروا فإني أباهي بكم الأممَ يومَ القيامه.
هذا الحديثُ لا يفهمُ إلا في سياقِ كل حاله,ولا يفهم إلا في سياقِ حديثٍ آخر"كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته".
وفي كل حاله,يجب علي الإنسان أن يسألَ نفسهُ"برأيي المتواضع" عند إنجابِ كل طفلٍ له(هل أنا علي قدر المسئوليه؟وهل أنا قادرٌ علي القيامِ بواجبي تجاه الجميع؟وهل انا قادرٌ علي السعي علي المولودِ الجديد؟لأن الله يقول"اسع يا عبدي أسعَ معك,وبالطبعِ فإن سعيي علي ولدينِ لن يكون كسعيي علي أربعةِ أولاد.).
هذا ما عَنَّ لي في هذا الأمرْ,وأسالُ الله التوفيقَ والسداد من عنده.
وادعوا لي بالشفاءْ.
الجمعه.17/2/2012م.
01:56ظهراً.

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

نَبتُ الأرضِ وابنُ السماء..الفَصْلُ الأَوَّل:الخَلقُ والتَّطُوُّر...2..



إِزدِوَاجِيَّة العَالَمْ الحَيّ:
يَتَسَائَلُ بِيجُوفِيتش"هل نحن قادرون الآن وفي المستقبل على إنتاج الحياة؟ الجواب: نعم، إذا استطعنا أن نفهم الحياة، فهل نستطيع؟ إن علم «البيولوجيا» ليس علمًا عن جوهر الحياة، إنما هو علم يتعلق بظواهر الحياة، بالحياة كموضوع، كمُنتج".
يَضَعُ علي المُفكرين الماديين أَمَامَ سُؤالٍ ,سَأَلَهُ
أندريه جورج"عام1950م,لعلماء البيلوجيا والأطباء"
ما هي الحياة؟".وماذا كانت الإجابات يجيب علي" وكانت جميع الإجابات التي تلقاها حذرة وغير محددة. ولنأخذ في ما يلي إجابة كل من «بيير لابان» و«جان روستاند» كنموذجين نمطيين: «يظل السر كاملاً، فنقص معلوماتنا تجعل كل تفسير للحياة أقل وضوحًا من معرفتنا الغريزية بها»[1]. «حتى الآن لا نعرف على وجه التحديد ماهية الحياة. نحن لا نستطيع حتى أن نقدم تعريفًا كاملاً دقيقًا لظاهرة الحياة" .
يستشهد بيجوفيتش بقول أندريه لوف,وهو عالم أحياء  فرنسي  حاصل على جائزة نوبل سنة 1965، والمشهور بأعماله في الآليات الجينية للفيروسات والبكتيريا,قال أندريه"يمكن تعريف الحياة باعتبارها كيفية، أو مظهرًا، أو حالة كائن حي، والكائن الحي نظام مستقل يتكون من أبنية ووظائف يعتمد بعضها على بعض وهي قادرة على التوالد... وقد قيل دائمًا إن الفيروس هو الرابطة بين المواد العضوية والمادة الحية. وفي الحقيقة، لا وجود للمادة الحية. فالخلية تتكون من عناصر: البروتين، والإنزيم، والحامض النووي، وهذه العناصر ليست عناصر حية، الكائن العضوي هو الحي، وهذا الكائن العضوي، هو أكثر من مجموع أجزائه. لقد نجحنا في تخليق مركب من أحماض نووية فيروسية، وهذا في حد ذاته لا يعطينا الحق أن نتحدث عن تركيبة حياة، لأنه في جميع هذه التجارب أُعير إلى الفيروس عنصر، وهو عنصر جيني خاص بعملية التنويه «Nucletide».. وأحيانًا تنبثق الحياة تلقائيًا من حيث لا نحتسب... من السهل علينا إنتاج بعض أجزاء البروتين أو الحامض النووي، ولكن حتى الآن لم يصبح من الممكن بعدُ تخليق كائن حي... توليد بكتيريا واحدة ـ إن هذا لم يصبح بعد في إمكاننا الوصول إليه".
يُقَرِّر بيجوفيتش أن الحياة معجزة أكثر منها ظاهره ,ويمضي في بسط أمثلة ,بالعينِ والمُخِ,وغيرها من أعضاء الإنسان,ويدلل علي تلك المعجزة بالدلائل العلمية.
ويمضي مرةً أخري في طريقٍ أخر لسردِ المعجزات,فبعدَ العَينِ والمُخِّ ,انطلقَ نَحوَ الطُيُورِ والنَّمْلْ.
ثمّ يسأَلْ بَعدَ أَنْ يُقَرِّر" هذه الأمثلة السابقة أخذت من أول كتاب دراسي في علم الأحياء. هذه المعجزات الحقيقية في الطبيعة يفسرها الدين باعتبارها أفعالاً للعقل الأسمى (الله سبحانه وتعالى). ويمكن اختصار جميع التفسيرات العلمية في هذا المجال بأنها معجزات خُلقت بذاتها ـ أليست هذه أكبر خرافة غزت عقل الإنسان؟ أن تطلب من شخص ما أن يتقبل عقله أن شيئًا على درجة من الكمال والتعقيد كعين الإنسان أو عقله قد وُجد بمحض الصدفة، يشبه أن تطلب من شخص أن يقبل بأن الأساطير الإغريقية حقائق واقعة. دعنا نلخص الموقف بكلمات من الفيلسوف الإسلامي العظيم «أبو حامد محمد الغزالي»: إن جميع المعجزات طبيعية، وإن الطبيعة كلها معجزة".
يضيف بيجُوفِيتش بَعدَ تَجَارِبْ قَامَ بِهَا عُلَمَاءُ لحساب كم يلزم   لخلق بالصدفه جزئ واحد من البروتين ,وتجارب أخري .ثم يضيف قولا للعالم الروسي"بلاندين"قوله" لو أن مليون معمل على الأرض عملت لبضعة ملايين من السنين في تركيب العناصر الكيميائية، فإن احتمال خلق حياة في أنبوبة اختبار ستكون شيئًا نادرًا. وطبقًا لحساب «هولدن» Holden، فإن الفرصة هي (1 إلى 1310)".
بعدَ كُلِّ تِلكَ الدَلائِلْ ,يقول علي عزت"إن ضيق أفق الإنسان الحديث يتجلى، أكثر ما يكون، في اعتقاده بأنه لا يرى أمامه لغزًا، كأن حكمته هي مجموع علمه وجهله معًا. إنه جهل، ولكن الإنسان غير واع به، حتى إنه يتقبله باعتباره معرفة، في مواجهة أعظم لغز يتصرف بعنجهية وغرور، حتى إنه لا يرى المشكلة. وفي هذا يتجلى الحجم الحقيقي لجهل الإنسان وتعصبه".
                          *****
انطلاقاً مِنْ كُلِّ هَذا ,يخرج بيجوفيتش بنتيجه لخصت الكثير؛حيثُ يَقُولْ "من مهام الدين والفن والفلسفة توجيه نظر الإنسان إلى التساؤلات والألغاز والأسرار. وقد يؤدي هذا أحيانًا إلى معرفة ما، ولكن في أغلب الأحيان يؤدي إلى وعي بجهلنا، أو إلى تحويل جهلنا الذي لا نشعر به إلى جهل نعرف أنه جهل. وهذا هو الخط الفاصل بين الجاهل والحكيم. وأحيانًا يكون كلاهما على معرفة قليلة ببعض المسائل، إلا أن الجاهل ـ بعكس الحكيم ـ يأخذ جهله على أنه معرفة ويتصرف بناء على ذلك".
" إننا لا نستطيع تفسير الحياة بالوسائل العلمية فقط، لأن الحياة معجزة وظاهرة معًا، والإعجاب والدهشة هما أعظم شكل من أشكال فهمنا للحياة".
مَعنَي الفَلسَفَة الإِنسَانِيَّة:
ينطلق علي مما قال عنهُ الماديونَ "السعي من أجل المتعه,والهرب من الأَلَمْ"ويُعَقِّب بِقَولِ كَامُو" الإنسان حيوان يرفض أن يكون كذلك".
يعود علي ليفرق بين الإِنسَانِ والحَيَوَانْ ,فالحَيَوَانُ دَومَاً بَرِئٌ بِدونِ خَطَايَا ,وَمُحَايِدٌ من النَّاحِيَةِ الأَخلاقِيَّة ,كَأَنَّهُ شَئٌ مِنَ الأَشْيَاء..أَمَا الإنسَانْ,فلا يستطيعُ أَنْ يَخْتَارَ أَنْ يَكُونَ حَيَوَانَاً بَرِيئَاً"لَمْ يَعُدْ مُمْكِنَاً للإِنسَانِ أَنْ يَختَارَ بَينَ أَنْ يَكُونَ حَيَوَانَاً أَو إِنساناً,إِنما اختيَارُهُ ,أَنْ يَكُونَ إِنسَانَاً أَوْ لا يَكُونَ إِنسَانَاً".
وَيُقَرِّر" لو كان الإنسان ببساطة أكثر الحيوانات كمالاً، لكانت حياته بسيطة خالية من الأسرار. ولكنه ليس كذلك، إنه «دودة الأرض وابن السماء»، ولكونه مخلوقًا فهو كائن مشوش. ولذلك، فإن «التناغم» الذي ذهب إليه الفيلسوف اليوناني «إقليدس» غير ممكن. وليست حقيقتنا الأصلية وحدها قائمة على فكرة الخلق، ولكن أيضًا خطايانا وآثامنا".
إِنَّ قَضِيَةَ الخَلقِ عِندَ عَلِي هِيَ قَضِيَّةُ الحُرِّيَّة الإنسانِيَّة ,فالإِنسَانُ حِينَ يَكُونُ حُرَّاً فَإِنَّهُ يكونُ قد اعتَرَفَ ضِمْنَاً بِالله.فاللهُ وَحْدُهُ هُوَ القَادِرُ عَلَي خَلقِ إِنسانٌ حُرّ.
" فالحرية لا يمكن أن توجد إلا بفعل الخلق . الحرية ليست نتيجة ولا إنتاجًا للتطور، فالحرية والإنتاج فكرتان متعارضتان. إن الله لا ينتج ولا يشيد، إن الله يخلق".
وَحَيثُ أَنَّ الإِخْتِيَارَ يَتَرَتَّبُ َلَي الحُرِّيَّة,يَقُولُ علي" هذه القدرة على الاختيار بصرف النظر عن النتيجة، هي أعلى شكل من أشكال الوجود الممكن في هذا الكون".
                              *****
يفرق بيجوفيتش بين الإِنسانْ وَعَلمُ النَّفس" الإنسان يملك روحًا، ولكن علم النفس ليس علمًا معنيًا بالروح، فلا يمكن أن يوجد علم عن الروح".
هُناكَ فرقٌ بينَ الرُوحِ والنَّفسْ ,وَعِلمُ النَّفسِ عِلمُ الظَّوَاهِرِ الخَارِجِيَّة لإِنسَانْ ,لا عِلم روحَانِي..
وبهَذَا لا فَرقَ بَينَ عِلمِ النَّفسِ الإِنسَانِيّ وَالحَيَوَانِيّ.
                         *****
يَتَنَاوَلْ عَلِيْ فِكْرَة المُسَاوَاة والإِخَاء ,فَيُقَرِّرُ أَنَّهُمَا مِنْ دُونِ الدِينِ والوازِعِ الرُّوحِيِّ بِلا قِيمَةَ,إِذ"  إذا تجاهلنا القيمة الروحية ـ وهي حقيقة ذات صبغة دينية ـ يتلاشى الأساس الحقيقي الوحيد للمساواة الإنسانية. وتبدو المساواة، حينئذ، مجرد عبارة بدون أساس ولا مضمون، وسرعان ما تتراجع وهي تواجه الوقائع الدالة على اللامساواة بين الناس، أو الرغبة الطبيعية للإنسان أن يسيطر وأن يطيع، ومن ثم لا يكون مساويًا للآخر. فطالما حذفنا المدخل الديني من حسابنا، سرعان ما يمتلئ المكان بأشكال من اللامساواة: عرقيًا وقوميًا واجتماعيًا وسياسيًا".
وينطَلِقْ مِن هَذَا إِلَي فِكرَة أَنَّ المُسَاوَاة مُمكِنَةٌ فَقَطْ إِذا كان الإنسَانُ مَخلُوقَاً لِله,وكما قال أن الإنسانَ يَكُونُ حُرَّاً إِذا كَانَ مخلوقَاً لِله ,فإنهُ يكونُ عندَهُ مُسَاوَاة إِذا كَانَ الله تَعَالَي قَدْ خَلَقَهْ.
يتسائَلُ عَلِي"لماذا نصادف كثرة من المعوقين حول المساجد والكنائس والمعابد التي نذهب إليها؟ لأن بيوت الله وحدها تفتح أبوابها لأولئك الذين ليس لديهم ما يعرضونه أو يبرهنون عليه، أولئك الفقراء في المال والصحة، أولئك الذين استبعدوا من موائد الاحتفالات في هذا العالم، حيث يُدعى الشخص لاسمه أو حسبه ونسبه أو موهبته أو علمه. إن المريض وغير المتعلم يُغلق أمامه باب المصنع أيضًا بينما يدخل المتعلم صحيح البدن. أما في بيت الله فإن الفقير والأعمى يمكن أن يقفا جنبًا إلى جنب مع ملك أو نبيل وقد يكونا عند الله أفضل منهما  إن أهم معنى حضاري وإنساني لأماكن العبادة يكمن في هذا البرهان المتكرر للمساواة".
من هُنا ,ينطلقُ إلي المَعنَي والمَبْدَء الأساسي لِلفَنْ,إِذ أَنَّ وَظِيفَةَ الفَنِّ كَمَا يُقَرِّرْ"المعنى النهائي للفن أن يكتشف الخصوصية الإنسانية في الناس الذين أساءت إليهم الحياة، وأن يكشف عن النبل الإنساني عند أناس صغار منسيين في خضم الحياة ـ وباختصار أن يكشف عن الروح الإنسانية المتساوية القيمة في جميع البشر".
" ليست الإنسانية إحسانًا وعفوًا وتحملاً، وإن كان هذا كله نتاجًا ضروريًا لها. لكن الإنسانية، بالدرجة الأولى، توكيد لحرية الإنسان، أي توكيد لقيمته باعتباره إنسانًا".
يري علي أن من الإِنسانية أن يعاقَبَ الإِنسانُ علي خطئِهِ لا أن يعفو عنه.من الإنسانية أن يتحمل مغبة فكرة واعتقادهُ ,لا أن نجعلهُ يتأسَّفْ أو يغيرُ رَأيَهُ ,يَقُول" إنها أكثر إنسانية أن يُعاقب إنسان بسبب معتقداته من إجباره على التخلي عنها أو التبرؤ منها بإتاحة الفرصة المعروفة باسم «الأخذ في الاعتبار بموقفه المخلص». ولذا، فهناك عقوبات إنسانية، وعفوٌ هو أكثر شيء لاإنساني. كان محققو محاكم التفتيش في الماضي يزعمون أنهم يحرقون الجسد لكي ينقذوا الروح، أما المحققون المعاصرون، فإنهم يفعلون العكس «يحرقون» الروح بدلاً من الجسد...".

وينطلقُ علي ليقول" إن أي تلاعب بالناس حتى ولو كان في مصلحتهم هو أمر لاإنساني، أن تفكر بالنيابة عنهم وأن تحررهم من مسئولياتهم والتزاماتهم هو أيضًا لاإنساني. إن نسبة الإنسانية إلينا تجعلنا ملتزمين. فعندما وهـب الله الحرية للإنـسان وأنذره بالـعقاب الشـديد، أكد ـ على أعلى مستوى ـ قيمة الإنسان كإنسان . إن علينا أن نتبع المثل الأعلى الذي وضعه الله لنا: لندع الإنسان يجاهد بنفسه بدلاً من أن نقوم بعمله نيابة عنه".
ويخلُص علي إِلي نتيجة هامه ,هِي" إن القول بمذهب إنساني ملحد ضرب من التناقض، لأنه إذا انتفى وجود الله انتفى بالتالي وجود الإنسان . كما أنه ما لم يوجد إنسان، فإن «الإنسانية» التي يزعمونها تصبح عبارة بلا مضمون. إن الذي لا يعترف بخلق الإنسان لا يمكنه أن يفهم المعنى الحقيقي للإنسانية. وحيث إنه افتقد القاعدة الأساسية، فإنه سوف يقلص الإنسان إلى مجرد «إنتاج السلع وتوزيعها وفقًا للحاجة".
بعد كل هذه البراهين  والأدلة,ينهي بيجوفيتش فصلَهُ الأَوَّلْ ,بِقَولِهِ" ولا يصح عندنا أن يكون الإنسان خادمًا لأي إنسان، ولا ينبغي أن يتخذ وسيلة، بل يجب أن يوضع كل شيء في خدمة الإنسان. فالإنسان خادم لله فحسب، وهذا هو المعنى المطلق للإنسانية".
عبدالرحمن ناصر.
الاثنين.
10:10م.
5/12/2011م.