الخميس، 20 أكتوبر 2011

الرسالة الثالثة:سَدِيــــــــــــــــم . .


إِلمَاحْ :
مُدِّيْ راحتَكِ أقبُّلها..
فأنا ما زلتُ علي العهدِ
أتحرَّقُ شوقاً بحنيني
ما زالَ النومُ يجافيني. .
وأري صورتكِ..أهدهدها
فيحنَّ النوم ويأتيني..
(1)
يظنوني لأني أحبُّ لست مهتماً بشئٍ سوي الحب . . كيف أردُّ عليهم ولا أحدَ يفهم . . لا أحد يفهمني جيداً ..هناك . .
الثورة أصلاً جاءَتْ بالحُبِّ ,لا شئ سوي الحبِ أتي بالثورة,لم تقم لأجلِ عزل الطاغية ,قامت لأجلِ الحُبِّ أبداً ,ودوماً . . الحُبُّ هُوَ أصلُ الأشياء كما أنَّ الله وحدهُ هو الأصلْ . .
مُحَمَّد سيدُ الأنبياءِ أصلاً خلقهُ الرب لأجلِ الحُبِّ ,لماذا جاءَ مُحَمَّد ؟؟لا أحد يعرِفُ لمَ جاء . . .
جاءَ لأجلِ الحُبِّ"وما أرسلناكَ إلَّا رحمةً للعالمين". وهل الحُبُّ من الرحمةِ إلا بمنزِلةِ العامِ مِنَ الخَاص ؟؟ الحُبُّ عامٌ والرحمةُ خاص . .الحُبُّ مطلقٌ مجرد . .
*****
لماذا صَلبوا المَسِيحَ كما اعتقدوا؟؟أليسَ لأجلِ الحُبّ؟؟
قالَ  المسيحُ مَرَّةً"اللهُ مَحَبَّه" .
المَسِيحُ مُحِبٌ متيمٌ بالأساسِ جاءَ ليزرعَ الحُبَّ بينَ الخَلقَ هُنا وهُناكْ .
أَحَبَبتُكِ دوماً وأبداً ,وقال لِيَ المَسِيحُ مرةً وكنتُ جالساً علي صخرةٍ صماءَ ساهِماً:
ماذا ينفَعُ الإنسانَ,لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفسَه!؟
ها قد خسرتُ نفسي . . أنتِ جعلتني أخسرها ..  والله يحبني ويحبك . .
الله بالأساسِ مُحِبْ ,ولأنهُ أحبنا خلقنا . . وانتسبنا إليهِ بحكمِ حبهِ لنا . . أتعرفين ؟ يُحِبُّنا الله أكثرَ مما نُحِبُّهُ نحن . ونحنُ بعضُ مِنهُ ..
الرَّبُ . . يحبُنا , نَحْنُ في قلبِهِ أصلاً . .هُوَ يُحِبُّنا بصمتٍ فقط ,نحنُ لا نفهمه .
ما أجمَلَ الصمتَ أبداً ,والسكونَ أبداً . .دونَ ضوضاءٍ أو سديْم . .
هُنَاك خَلَقَ اللهُ السديمَ ولأنهُ يحبنا تركَ لنا صورتهُ . .
ولأنَّ الله يُحِبُّني تركَ لي صورتَكِ كَما هِي . . مذ رأيتها منذ سنواتٍ ليستَ بالبعيدة . . بعدها احتَجَبتِ أنتِ , خلفَ سديمٍ آخَرَ . .
(2)

أحبُّ الطفلاتَ الصغيرات . . ومن لا يُحِبُّهُنَّ ..وهُنَّ الجمالَ المُطلق . .والحُبُّ المُجَرَّدْ . .
أري اللهَ فِيهِنَّ . .
تعرفين . .لي صديقاتٌ كثيراتٌ من الأطفال ..
أصادِقُ نورهان ,وحبيبة ونورهان الثانية . . أيضاً مريم وماريانا . .
وتلكَ الطِّفلةُ البديعة علي رأسِهِنَّ . . الأميرةُ وِسَامْ . . خُلِقَت ليُحِبَّها النَّاسُ أجمعين . .وخُلِقتِ أنتِ لأحِبَّكِ أنتِ وفقط . .لأتعذَّبَ بِكِ . .
أو تعرفين . .ربما تعرفين . .عندما تأتِي لتلعبَ مع أُختي الصغيرة ,تتركها لتلعبَ مَعِي . .تشعُرُ مَعِي بالألفةِ والمودة . . وليتَكِ تَشعُرِينْ . .
(3)
المقادِيرُ تُشيرُ اَنَّكِ لَسْتِ لي . .والعاداتُ الباليةُ أيضاً تقولُ ذالك . .وفاءُ تقولُ لي . . تِلكَ عاداتٌ بالِيه ,ما المشكلة إذا كانَتْ أَكبَرَ مِنك .. علي العمومْ هِي لا تَكْبُرُكَ بالكثير . . فَقَط سنةٌ وربما شهرينِ فوق السنة . .
هالة تقولُ لي مؤيدةً رأي أحمد رفيقي ,ابعث إليها برسالة , الأمْرُ بسيطٌ جِدَّاً ,هِيَ رُبَّما تشعُرُ بِكَ . . لَكِنَّها لن تقولَ لك.ابدأها أنت . .
تقولُ لي دوماً: تَعرِفْ ؟ أنا أشعُرُ أَنَّهَا لَكَ أَنتْ . .الأمر في غايةِ السهولة . . لكن عليكَ أن تَبدَأ .
هاله تملأُنِي بالأمَل . .
شُكرَاً هاله ..
إسلام أيضاً قال أنَّ الأمور أسهَلَ مما نصعبها علي أنفُسِنَا . .
(4)
أخي ورفيقي جبران . . يعرفُنِي يقولُ لي لا تَكْبِحْ جِماحَ نَفسِكَ . . أنتَ هِيَ وهِيَ أَنتَ . .لا تَخَفْ . .هِيَ تُحِبّكَ أيضاً .. اللهُ يُحِبُّكُمَا . .
لا تَخْجَل دَعِ العَادَاتَ . .وانطَلِق . . الحُبُّ هُوَ أَصلُ الحياةِ و أنتَ في قلبِ اللهِ الآن ,لو أنك تُحِبُّها صِدقاً . .فلتأخُذها مَعَكَ . .هُناكَ في قلبهِ السَّاكِنُ الأبديّ ..
(5)
أخشي من الرفِيق درويش ..
هوَ الذي قال:
هِيَ لا تُحِبُّكَ أنتْ . .
أَنتَ شَاعِرُهَا
 وهَذا كُلُّ مَا فِي الأَمرْ . .
*****
أحبَبتِ جِدَّاً مَا أَكتُبْ . .دوماً تعجِبُكِ كَلِمَاتي . .ودوماً أقولُ لو...
فقط ,لو...
أحببتُ ما كَتَبتيِ مؤُخَّراً أيضاً . .استمري سَتُبْدِعِيْنَ . .
سأكونُ دوماً بِجانِبِكِ . . حينَ تَكتُبينْ . .
(6)
أقولُ لهاله دوماً :
أريدُ الذُّهاب للإسكندرية . .هذه المدينة تقتلني . .
أقولُ لها دوماً بذالك التعبير ..
أريدُ أن أجلِسَ أمامَ البَحرِ . . في ثورَتِهِ . .ليَرُذُّ عَلَيَّ من رَذاذِهِ المكلوم .
أريدُ أن أجلِسَ بينَ رذاذِ البَحرِ . .ورِهَامُ السَّماء . .
عندما يأتيني رذاذُ البَحرِ في جنونِهِ وعقلانِيتهِ,ثورتهِ وهدأتهِ . . جموحِهِ وانتكاستهِ  . .حماستهُ وخذلانُهِ .. وعندما يأتيني رِهَامُ السُّمَاءِ ,رُبَّمَا يأتيني مَنْ بِهِ شَقِيتُ وشَقِيَتْ مَعَهُ حَيَاتِي . .
رُبَّما أشبِهُ البَحْرَ أَنَا . .
*****
فَقَطْ . .لو أَنَّهُم تَركُوا هيباتْيَا لِعقلِها,وفلسفتها,لآمَنَتْ . .
دونَ سحلهَا وقتلها . .ودون إحراقِها . .
أوَّاه . .رُبَّما عندما أمشي في شوارِعِ الإسكندرية بينَ ذكرياتِ هيباتيَا . .ووعظِ آريوس . .
يا الله لم تُبقِ هذه المدينة علي من اُحِبّ. .وربما لن تبقي عَلَيَّ أيضاً..
ربما أعودُ وقد نسيتُ رغم عدم اقتناعي بالنسيانِ . . لكن أقولُ رُبَّمَا...كُلُّ شئٍ ممكنٌ في هذه الحياة..
وربما أعودُ وأنا عنيدٌ كما كانت هيباتيا وكان آريوس..
من يدري..رُبَّمَا ...,فَكُلُّ شئٍ ممكِنٌ في هذهِ الحياة ..
(7)
 اللهُ يقولُ لِي دوماً:
يا ولدي . .
لا تقلقْ
فانا أُحِبُّكَ دوماً
لا تَخْجَل. .
فأنا من وَضَعَ فِيكَ الحُبَّ
وَ بِهِ تَحْيَا . .
لا تَذرِفْ دَمعَكَ .  .
لا تَحرِق كَبِدَكَ
فأنا دومَاً بِجَانِبِكَ . .
أُخْرِجُكَ مِنَ السَّدِيـــــــــــمِ
دومَاً . .
بِالحُبّ . .
10:58م
السبت.
30/7/2011م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق